عاد ليونيل ميسي، الساحر الذي يرتدي حذاء كرة القدم، إلى الملعب بعد أشهر من التعافي، وبدا الأمر وكأن العالم توقف لمشاهدته وهو يرسم سحره. في أول مباراة له منذ نهائي كوبا أمريكا، لم يعد ميسي فحسب؛ بل أعاد تعريف معنى العودة. لم يكن فوز إنتر ميامي 3-1 على فيلادلفيا مجرد مباراة؛ بل كان بيانًا، حيث كان ميسي هو الصوت الأعلى في الملعب. بعد هدفين وتمريرة حاسمة وموجة من التألق، عاد معلم ميامي.
لم يكن هذا مجرد رجل يركض حول الكرة. كان هذا ميسي، فنان كرة القدم، يذكر العالم أنه حتى بعد الإصابة، لا يزال يعمل بتردد مختلف. لم يكتف ميسي بهدف واحد، بل سجل هدفين، ثم، من أجل التأكيد، سلم لويس سواريز الهدف الثالث على طبق من فضة. كان هذا النوع من الأداء الذي يترك المشجعين والخصوم في رهبة، وهو مزيج من البراعة والذكاء وصناعة اللعب غير الأنانية التي تظهر سبب وجوده في القمة لفترة طويلة.
منذ صافرة البداية، كان ميسي هو الملحن، الذي قاد إيقاع اللعبة. تمكن فيلادلفيا من تقليص الفارق، بفضل مايكل يور، لكن ذلك كان مجرد ومضة على رادار ميامي. جاء هدفا ميسي كالساعة، وكانت تمريرته الحاسمة لسواريز بمثابة الضربة الأخيرة في لوحة مثالية بالفعل.
لم يؤمن هذا الفوز النقاط فحسب؛ بل أرسل رسالة. يحتل إنتر ميامي الآن صدارة المؤتمر الشرقي بـ 62 نقطة من 28 مباراة، بينما يكافح فيلادلفيا في المركز الحادي عشر برصيد 30 نقطة. الطريق أمام فيلادلفيا صعب، لكن بالنسبة لميامي، يبدو الطريق ممهدًا بالذهب، خاصة مع ارتباط ميسي وسواريز الآن مثل الأوقات القديمة.
لا يتعلق عودة ميسي بما يجلبه بشكل فردي فحسب؛ بل يتعلق بما يفتحه للفريق. إن شراكته مع سواريز تنفث النار بالفعل في الفريق، وإذا كان هذا المباراة هي أي شيء يمكن الاعتماد عليه، فإن ميامي يستعد ليكون الفريق الذي لا يريد أحد مواجهته مع اقتراب التصفيات. مع تقدم الموسم، من المقرر أن يستمر سحر ميسي في إضاءة الملعب، وتوجيه مسيرة إنتر ميامي نحو المجد.